نظمت الجمعية الهيدروغرافية الكندية (CHA) عام 2020 المؤتمر الهيدروغرافي الكندي (CHC) بمدينة كيبك شرق كندا بدعم من الخدمة الهيدروغرافية الكندية (CHS)، وخلال الجلسة الافتتاحية العامة قُدم عرض مخصص بعنوان “ما هي الهيدرومكانية؟ ” “What is a Hydrospatial?”، حيث بدأ النقاش حول موضوع التغيرات التي تمر بها الهيدروغرافيا وحاجة اختيار مسمى جديد لبداية عصرًا مختلف.

وفي مقالة كتبها دينيس هينز (الرئيس والمدير التنفيذي لشركة H2i) على موقع المنظمة الهيدروغرافية الدولية : ” من الواضح أن ما نقوم به وتأثيره أكثر أهمية مما يمكن أن تنقله الكلمة. قد لا يعتبر الكثيرون أنه من المهم تبني كلمة “هيدرومكانية”. حيث يمكننا الابقاء على مسمى “هيدروغرافيا”، وذلك بتحديد وشرح ما يحدث من تغييرات تطويرية، ومع ذلك فإن الكلمات هي الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا، وعلى وجه الخصوص، الطريقة التي ننقل بها أفكارنا ومفاهيمنا إلى الآخرين. إننا نمر بثورة “البيانات الجغرافية البحرية” التي يتغير فيها مفهوم ما نقوم به، ومن نخدمهم، وفوائد بياناتنا – وهذا أمر دراماتيكي للغاية لدرجة أنه يتطلب منا تبني مسمى جديد يصف ما نمر به. نحن بحاجة إلى كلمة تنقل صورة بيئة البيانات الرقمية الحديثة والمتطورة ومتعددة الأدوار التي نعمل عليها الآن. والاقتراح هو تكون الكلمة “الهيدرومكانية” ” hydrospatial”.
وعلى غرار ذلك إُقترح تعريف للهيدرومكانية، ينص التعريف حسب ما ذُكر بمقال هينز ” الهيدرومكانية :هو فرع من العلوم التطبيقية يتعامل مع تحليل وفهم والوصول إلى البيانات والمعلومات الجغرافية البحرية الثابتة والديناميكية الرقمية والتناظرية وقياس ووصف السمات الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية للمحيطات والبحار والمناطق الساحلية والبحيرات والمصبات والأنهار من جميع مصادر البيانات المتاحة الممكنة في ” Near Real-time”، بما في ذلك التاريخ، وكذلك مع التنبؤ بتغيرها بمرور الوقت. لغرض أساسي يتمثل في توفير الوصول في الوقت المناسب إلى البنية الأساسية للبيانات المكانية البحرية، بما يضمن سلامة وكفاءة الملاحة؛ لدعم جميع الأنشطة البحرية الأخرى، بما في ذلك البيئة الزرقاء المستدامة، والتنمية الاقتصادية، والأمن والدفاع، والبحث العلمي، وحماية البيئة.” “حيث يركز التعريف بشكل أكبر على التحليل والفهم والحكم على جودة البيانات من مصادر متعددة بدلاً من مجرد الحصول على البيانات. والقصد هو الابتعاد عن التركيز الأساسي على الملاحة، بالرغم من أنها مدرجة بوضوح، ولا تزال تعتبر أساسية وذات أهمية رئيسية.”

ختم هينز ما ذكره حول “مسودة إقتراح تعريف” بمقاله قائلاً : ” إن مسودة التعريف المقترحة هذه طويلة، وليست التعريف النهائي، بل تم تقديمها كخطوة أولى ترسم خط البداية لطريق مليء بالمحادثات المهمة. “
علق الأمين العام للمنظمة الهيدروغرافية الدولية قائلاً: “إن اعتماد كلمة جديدة وتعريف رسمي في القاموس الهيدروغرافي الدولي S-32 يتطلب تقديم اقتراح رسمي إلى الخبراء المعنيين في مجموعة عمل القاموس الهيدروغرافي التابعة للمنظمة الهيدروغرافية الدولية. ومن الواضح أن علم الهيدروغرافيا يمر بتغييرات كبيرة ومهمة تتطلب دوراً موسعاً في خدمة مجموعة المهتمين بالإقتصاد الأزرق… وإذا كان هذا يتطلب كلمة جديدة للتعبير عن النطاق الموسع ومعالجة البعد الثالث والرابع لمشاريعنا، فإن كلمة “هيدرومكانية” سوف تجد طريقها إلى لغتنا المنطوقة والمكتوبة”.
وخلال الجلسة تم إشراك الجمهور بالتصويت حيث تم أخذ عينة من المشاركات، وكانت كالتالي :
– 79٪ اعتبروا أن علم المساحة البحرية يمر بفترة مهمة جدًا من التغيير على الأقل – 4٪ فقط اعتقدوا أن الأمر كان كالمعتاد.
– 99٪ أشاروا إلى أنه يجب تكييف التدريب مع التغيرات التكنولوجية السريعة.
– 1٪ فقط اعتقدوا أن علم المساحة البحرية سيكون كما هو.
– 99٪ اعتقدوا أن علم المساحة البحرية يتأثر بالذكاء الاصطناعي.
– 87٪ رأوا أنه في المستقبل، سيستثمر خبراء المساحة البحرية المزيد من الوقت في إدارة جودة البيانات من مصادر متعددة؛ في حين توقع 11٪ فقط أن يكون الجزء الأكبر من نشاطهم في المسوحات الميدانية.
– 91٪ رأوا أنه في المستقبل، ستأتي البيانات في الغالب من قياس الأعماق من مصادر جماعية، وقياس الأعماق المستمد من الأقمار الصناعية ومنصات مستقلة؛ في حين أشار 9٪ إلى أنها ستأتي من مكاتب المساحة البحرية.
– 58٪ وافقوا على تبني كلمة “الهيدرومكانية” ” hydrospatial “، إما من قبل المنظمة الهيدروغرافية الدولية أو من قبل المكاتب الراغبة بذلك؛ في حين أن 42% لم يوافقوا على اعتماد الكلمة الجديدة.

خُتم مقال دينيس هينز بـ ” لقد تحقق الهدف والقصد من هذه الجلسة. لقد تولدت الكثير من المناقشات قبل الجلسة وأثناءها، بل أيضاً كان هناك الكثير بعدها. ومن الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من الناس منخرطون ومتحمسون لهذه الثورة الهيدرومكانية. ونأمل أن تستمر هذه المقالة وغيرها من المقالات القادمة في إثارة هذه القضية وتشجيع استخدام كلمة “هيدرومكانية” ” hydrospatial”. إن علم الهيدروغرافيا التقليدي كما نعرفه، سواء في الماضي أو في المستقبل، أمر ضروري؛ ومع ذلك، فإن التحرك نحو الاستخدام الأكبر لكلمة “هيدرومكانية” لا يسلط الضوء على الفوائد والدور التقليديين لعلم الهيدروغرافيا فحسب، بل سيؤكد في الوقت نفسه على الأدوار الجديدة لبياناتنا الجغرافية المكانية الهيدروغرافية وخبراتنا بطريقة حديثة وملهمة. “
وفي ختام مقالاً عن موضوع “الهيدرومكانية” الذي أردنا التطرق إليه في ظل شح المحتوى العربي حول كل بتعلق بالمساحة البحرية قاصدين بذالك إثراء الساحة العربية بعلوم الهيدروغرافيا.